--------------------------------------------------------------------------------
مشروع لقصص وألعاب الأطفال .. أستاذ كرسي الأمير نايف لـ «عكاظ»:
التعصب القبلي في المواقع الإلكترونية أخطر مهددات الوحدة الوطنية
فالح الذبياني - جدة
أكد المشرف على كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية الدكتور عبد الرحمن محمد عسيري أن التعصب القبلي من خلال المنتديات الإلكترونية يمثل أكبر خطر يواجه الوحدة الوطنية، مطلقاً صيحة تحذير من خطر هذه المنتديات التي تروج للتعصب القبلي وتثير النعرات الجاهلية و أن هذه المنتديات بوضعها الحالي لا تخدم الوحدة الوطنية. وتأتي تصريحات الدكتور عسيري عقب إطلاق كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز باكورة أعماله التي تستهدف تقصي مهددات الوحدة الوطنية في ظل انتشار لافت لمواقع القبائل على الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» التي قدرت بأكثر من ثلاثة آلاف موقع يرتادها يومياً مئات الآلاف من أبناء هذه القبائل . الدكتور عسيري أكد أيضاً في تصريح لـ«عكاظ» أن الكرسي يولي هذا الجانب أهمية كبيرة حيث بدأ فعلياً في التحاور الكترونياً مع مشرفي هذه المنتديات لتعميق الوحدة الوطنية بدلاً من تعميق الفتنة الطائفية، مشيراً إلى أهمية أن تكون هذه المنتديات عامل بناء لغرس المواطنة والانتماء الوطني وليس طريقاً للتفاخر وزيادة النعرات القبلية، مشدداً على أن المنتديات القبلية القائمة على الشبكة الإلكترونية بوضعها الحالي لا تخدم الوحدة الوطنية. وأوضح أن دور الكرسي ليس رقابياً ولا أمنياً كما يروج له البعض وإنما استشاري وحلقة وصل لنقل صوت المواطن للمسؤول فقط، وأضاف أن «الكرسي يركز على تتبع مهددات الوحدة الوطنية ورفع دراسات للجهات المعنية ترصد حاجات المواطن اجتماعياً واقتصادياً حتى يشعر- أي المواطن - بالمساواة والعدل والحصول على كل حقوقه، ليس لنا الحق في إغلاق أي موقع إلكتروني وليس هذا الأمر في اهتماماتنا هذا عائد للجهات الأمنية، كما أننا لسنا مسؤولين عن من لم يتجاوب معنا، دورنا أكاديمي واستشاري فقط كما أن تكميم الأفواه ليس حلا».
واستعرض عسيري أهمية هذه المنتديات في تعزيز روح المواطنة قائلا: «من خلال هذه المنتديات يمكننا رفع الحس الوطني لدى المشرفين فهم أبناء الوطن وكذلك المنتسبين في هذه المنتديات وأملنا أن تكون قنوات لزيادة اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد».
وعن أبرز المآخذ على هذه المنتديات قال أستاذ كرسي الأمير نايف للوحدة الوطنية «من أبرز المآخذ التي رصدت الآن إثارة النعرات القبلية من خلال ذكر الحروب السابقة وأن قبيلة أفضل من أخرى وهذا لا يساعد مطلقاً على دعم الوحدة الوطنية، مستشهداً بحوادث المشاجرات والمضاربات الجماعية في بعض المدارس التي يكون طلابها من أبناء القبائل، وبين الدكتور عسيري وجود مشروع لإخراج سلسلة من قصص الأطفال تهدف إلى تعزيز روح المواطنة من خلال استعراض تطور المملكة كيف كانت وما هي عليه الآن بأسلوب قصصي جاذب، تفكيرنا الحالي الآن هو الوصول لمصنعي الألعاب ومنتجيها لعرض ما لدينا من أفكار لتطوير بعض الألعاب سواء التقليدية أو الإلكترونية لتضمينها ما ينمي الحس الوطني وإذا ما تم هذا الأمر فإن هذه الألعاب ستباع في الأسواق وتوزع على المدارس والجامعات والمكتبات فهدفنا نشر روح المواطنة.
ووصف الدكتور عسيري التعصب القبلي بأنه أخطر مشكلة تواجهنا وهي مشكلة تعاني منها المجتمعات العربية وقد تكون هناك أيد خفيه لتحريكها واستغلالها، مبيناً أنه ستتم إقامة ورش عمل وحلقات نقاش مع كل الجهات وشرائح المجتمع في جميع مناطق المملكة، الجدير ذكره أن كرسي الأمير نايف للوحدة الوطنية الذي تحتضنه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يعنى بالبحث في الطائفية والقبلية والأقلية والمواطنة ورسم الدراسات والاستراتيجيات التي تحقق الأمن والوفاق الوطني ورصد له مبلغ 7 ملايين ريال لخمس سنوات.